السيد العلامة سلطان الواعظين الشيرازي
قلت : لم يذكر أحد العلماء والمحدثين في الكتب سببا منصوصا لعمل النبي (ص) ، وإنما ذكروا بعض الأسباب الاحتمالية ، أشهرها ما نقله ابن حجر في صواعقه / 19 ، وسبط ابن الجوزي في تذكرته تحت عنوان : تفسير قوله (ص) : ولا يؤدي عني إلا علي جاء فيه ، وقال الزهري : إنما أمر النبي (ص) عليا (ع) أن يقرأ براءة دون غيره لأن عادة العرب أن لا يتولى العهود إلا سيد القبيلة وزعيمها أو رجل من أهل بيته يقوم مقامه كأخ أو عم أو ابن عم فأجراهم على عادتهم ، قال : وقد ذكر أحمد في الفضائل بمعناه . (انتهى ما نقلناه من التذكرة ) .
وأما هذا في نظري غير تام ، لأنه لو كان كذلك لما بعث رسول الله (ص) أبا بكر أولا . بل كان من بادئ الأمر يبعث عمه العباس وهو ذو شيبة وكان يعد الشيخ ذا السن من بني هاشم ، وإنما الذي يظهر من هذا الأمر ، أن الله ورسوله (ص) أرادا أن يظهرا مقام الإمام علي(ع) ومنزلته ، وأنه سفير النبي (ص) ، والذي هو كفوٌ وأهل لينوب عنه (ص) .
نعم أرادا كشف هذه الحقيقة حتى يستنبط شيعة علي (ع) منها الرد القانع والجواب القاطع على كلامكم الزائف وقولكم بأن أبا بكر أحق بالخلافة من علي (ع) لأنه كان أسن منه .
وإذا كان النبي (ص) يبعث عليا (ع) بادئ الأمر ، ما كان يلفت النظر ولم يكن له هذا الصدى والانعكاس الذي حصل من عزل أبي بكر ونصب الإمام علي (ع) وذلك بأمر من جبرئيل عن الله عز وجل إذ قال : لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك .
فيحصل من هذا الخبر المتواتر أن نيابة رسول الله (ص) والقيام مقامه لا يرتبط بكبر السن أو حداثته ، وإنما يلزم فيه الكفاءات ، واللياقات التي كانت في الإمام علي (ع) ولم تكن في أبي بكر ، ولذا عزل النبي (ص) ـ بأمر الله سبحانه ـ أبا بكر ونصب الإمام علي لأداء تلك المهمة ، فهو المقدم عند الله ورسوله (ص) على أبي بكر وغيره .
السيد عبدالحي : لقد ورد في بعض الأخبار عن أبي هريرة بأن عليا كرم الله وجهه التحق بأبي بكر بأمر النبي (ص) ، وذهبا معا إلى مكة فعلي بلغ الآيات النازلة في أول سورة البراءة ، وأبو بكر علم الناس مناسك الحج ، فكلاهما متساويان في التبليغ .
قلت : هذا الخبر من وضع البكريين وأكاذيبهم وهو غير مشهور ويعارضه الخبر المتواتر المسلم عليه وهو عزل أبي بكر بأمر الله سبحانه ونصب الإمام علي (ع) مكانه وتبليغه الآيات بوحده . ومن الواضح لزوم التمسك بالخبر المروي في الصحاح والمسانيد والمجمع عليه بين الرواة والمحدثين ، وطرح الخبر الضعيف المعارض .
والنتيجة الحاصلة من هذا الخبر أن السن غير دخيل في نيابة رسول الله (ص) وخلافته ، بل اتفاق العقلاء والنبلاء بلزوم العلم والتقوى في الإمام الذي يتعين لقيادة الأمة .
ولهذا قدم الله ورسوله (ص) عليا (ع) إذ كان أعلم الصحابة حتى قال رسول الله (ص) في حقه : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي(1) . فخصه دون غيره بهذه الفضيلة العالية والمنقبة السامية .
النبي( ص) بعث عليا سفيرا إلى اليمن
ولقد نقل كبار علمائكم وأعلامكم خبر إرسال النبي (ص) عليا (ع) إلى اليمن ليقضي بين أهلها ويرشدهم ، وان النسائي وهو أحد أصحاب الصحاح عندكم ، روى في الخصائص العلوية ست روايات بإسناده إلى الإمام علي (ع) بطرق مختلفة مضمونها أنه (ع) قال : بعثني النبي (ص) إلى اليمن فقلت : إنك تبعثني وأنا شاب ، إلى قوم هم أسن مني ، فكيف أقضي بينهم ؟ فقال (ص) : إن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك ـ أي على الحق ـ(2).
ورواه العلامة الراغب الاصبهاني في محاضرات الأدباء ، فيظهر من الخبر أن السن لا يكون ملحوظا عند الله ورسوله (ص) في مثل هذه الأمور يعني الحكم والقضاء بين الناس ، وإنما الملحوظ العلم والعدالة والكفاءات الأخرى مثل الورع والنص من رسول الله (ص) الذي ينطق عن الله سبحانه .
علي عليه السلام هادي الأمة بعد النبي ( ص )
وقد نص القرآن الحكيم في ذلك لعلي (ع) وصرح به النبي (ص) لما نزلت الآية الكريمة :
( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد )(3).
فقال (ص) : أنا المنذر وعلي الهاد ، وفي رواية خاطب عليا (ع) وقال (ص) : أنا المنذر وأنت الهادي وبك يهتدي المهتدون ، هكذا رواه جمع من أعلامكم ومفسريكم منهم الثعلبي في تفسيره كشف البيان ، ومحمد بن جرير الطبري في تفسيره ، والعلامة الكنجي الشافعي في كفاية الطالب / باب 62 مسندا عن تاريخ ابن عساكر ، والشيخ سلمان القندوزي الحنفي في ينابيع المودة / آخر الباب السادس والعشرين / رواه عن الثعلبي والحمويني والحاكم الحسكاني وابن صباغ المالكي ، والعلامة الهمداني في مودة القربى ، والخوارزمي في المناقب عن ابن عباس وعن الإمام علي (ع) وعن أبي بريدة السلمي روايات عديدة وبطرق شتى رووا باختلاف في الألفاظ وبمعنى واحد ، وهو أن رسول الله (ص) قال : أنا المنذر ، وخاطبا عليا فقال : وأنت الهادي وبك يهتدي المهتدون بعدي .
ولو كان هذا النص يرد في شان أي واحد من الأصحاب ،لكنا نتبعه ونتمسك به ، كما تبعنا عليا(ع) وتمسكنا به لوجود هذا النص الجلي وأمثاله في حق علي (ع) نطق بها النبي الكريم (ص)(4).
(1) أيها القارئ الكريم هذا الحديث مشهور عند المحدثين والعلماء ولذا لم يذكر المؤلف مصدرا له وأرسله إرسال المسلمات ، ولكني أذكر بعض مصادره ليطمئن قلبك ، فأقول : رواه العلامة القندوزي في الينابيع صفحة 279 ، طبع المكتبة الحيدرية ، أخرجه في ضمن المناقب السبعين في فضائل أهل البيت فقال : الحديث التاسع والعشرون ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله (ص) علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة ومودته عبادة ، قال : رواه صاحب الفردوس . . وهو الديلمي في فردوس الأخبار واخرجه العلامة الهمداني الشافعي في كتابه مودة القربى في أواخر المودة السابعة قال : أبو ذر رفعة : علي باب علمي ومبين لأمتي ما أرسلت به من بعدي ، حبه إيمان وبغضه نفاق والنظر إليه رأفة وعبادة ، قال : رواه أبو نعيم الحافظ بإسناده ونقله المتقي الهندي في كنز العمال : ج6 / 156 وقال : أخرجه الديلمي عن أبي ذر .
أقول : واعلم أن علماء المسلمين اتفقوا بأن عليا (ع) كان أعلم الناس بعد رسول الله (ص) وذلك لما روى عنه (ص) عن طريق سلمان (رض) قال : أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب : أخرجه المتقي الهندي في كنز العمال : ج6 / 156 وقال أخرجه الديلمي ، والمناوي أيضا أخرجه في كنوز الحقائق : ص 18 ، ونقله القندوزي أيضا في الينابيع / الباب الرابع عشر في غزارة علمه ، نقله عن الموفق بن أحمد بسنده عن سلمان رضي الله عنه . وذكره ضمن المناقب السبعين في فضائل أهل البيت . . . "الحديث السادس والعشرون" عن سلمان . وذكره أيضا العلامة الهمداني في كتابه مودة القربى / في المودة الخامسة ، والسابعة عن سلمان أيضا .
وروى المتقي في كنز العمال : ج6/ 156 عن النبي (ص) أنه قال : علي بن أبي طالب أعلم الناس بالله والناس ، قال : أخرجه أبو نعيم الحافظ .
ونقل العلامة القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع عشر في غزارة علمه : عن محمد بن علي الحكيم الترمذي في شرح الرسالة الموسومة بالفتح المبين قال ابن عباس(رض) وهو إمام المفسرين : العلم عشرة أجزاء لعلي تسعة أجزاء وللناس العشر الباقي وهو أعلمهم به . . . الخ ثم قال الترمذي ولهذا كانت الصحابة (رض) يرجعون إليه في أحكام الكتاب ويأخذون عنه الفتاوي كما قال عمر بن الخطاب في عدة مواطن : لولا علي لهلك عمر . وقال (ص) : أعلم أمتي علي بن أبي طالب .
وقال القندوزي في الباب : أخرج ابن المغازلي بسنده عن أبي الصباح عن ابن عباس (رض) قال: قال رسول الله (ص) : لما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني ، فما علمت شيئا إلا علمته عليا فهو باب علمي. ونقله في الباب أيضا عن الموفق بن أحمد الخوارزمي بنفس الإسناد بتفصيل أكثر.
وروى القندوزي في الباب أيضا فقال : وعن الكلبي قال ابن عباس : علم النبي (ص) من علم الله وعلم علي من علم النبي (ص) وعلمي من علم علي ، وما علمي وعلم الصحابة في علم علي إلا كقطرة في سبعة أبحر ، ـ أقول : ومما يزيد في أهمية الكلام أن قائله ملقب بحر الأمة ـ ونقل القندوزي في الباب أيضا فقال : إن ابن المغازلي وموفق الخوارزمي أخرجا بسنديهما عن علقمة عن ابن مسعود(رض) قال : كنت عند النبي (ص) فسئل عن علم علي . فقال : قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا وهو أعلم به منه .
ـ أقول : ولا يخفى أن خبر تقسيم العلم والحكمة إلى عشرة أجزاء ..الخ مشهور عند ابن عباس أيضا وقد نقل القندوزي بعض مصادره في الباب المذكور ـ .
وروى العلامة الهمداني في كتابه مودة القربى / المودة الثالثة عشر عن عكرمة عن ابن عباس (رض) قال : قال رسول الله (ص) لعبدالرحمن بن عوف : يا عبدالرحمن إنكم أصحابي ، وعلي بن أبي طالب أخي ومني وأنا من علي فهو باب علمي ووصيي .
وروى أيضا في / المودة الثالثة : عن هاشم بن البريد قال ابن مسعود : قرأت سبعين سورة على رسول الله (ص) وقرأت البقية على أعلم هذه الأمة بعد نبينا (ص) علي بن أبي طالب .
وأخرج الإمام أحمد في المسند : ج5 / 26 ، في حديث طويل قال النبي (ص) لفاطمة : أ وما ترضين أني زوجتك أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما . وذكره المتقي في كنزالعمال : ج6/135وقال : أخرجه أحمد بن حنبل والطبراني ، وذكره أيضا الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ج9 /101 و 114 ، وقال : رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا .
وجاء في رواية أسد الغابة : ج5 / 520 والمتقي في الكنز : ج6/ 396 أن النبي (ص) قال : يا فاطمة فوالله لقد أنكحتك أكثرهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما . قال المتقي : أخرجه أبن جرير وصححه ، والدولابي في الذرية الطاهرة .
وفي الكنز أيضا : ج6/ 153 ، قال (ص) : أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما . . . الخ قال : أخرجه الحاكم عن أبي هريرة ، وأخرجه الطبراني والخطيب عن ابن عباس .
وفي الكنز أيضا : ج6 / 153 ، قال (ص) : زوجتك خير أهلي ، أعلمهم علما وأفضلهم حلما وأولهم سلما ، قال أخرجه الخطيب ـ البغدادي ـ في المتفق والمفترق عن بريدة . وفي الكنز أيضا ، عن أبي إسحاق قال : إن عليا (ع) لما تزوج فاطمة قال لها النبي (ص) : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما ، قال : أخرجه الطبراني ، ورواه الحافظ الهيثمي أيضا في مجمعه : ج9 / 101 وفي مجمع الزوائد أيضا : ج9 / 113 ، روى عن سلمان (رض) قال : قلت : يا رسول الله إن لكل نبي وصيا ، فمن وصيك؟
فسكت عني . فلما كان بعد رآني فقال (ص) : يا سلمان ، فأسرعت إليه، قلت : لبيك . قال : تعلم من وصي موسى ؟
قال : نعم يوشع بن نون . قال (ص) : لم؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ .
قال (ص) : فإن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني ، علي بن أبي طالب . قال : رواه الطبراني . (أقول) لا يخفى أن جواب النبي (ص) لسلمان : فإن وصيي وموضع سري ...الخ . تفريع على تعليل سلمان وصاية يوشع بن نون لموسى بن عمران بأنه كان أعلمهم يومئذ ، فالتفريع معناه أن عليا (ع) أيضا وصيي لأنه أعلمهم .
وروى ابن الأثير في أسد الغابة : ج6 / 22 ، عن يحي بن معين بسنده عن عبد الملك ابن سليمان قال : قلت لعطاء : أكان في أصحاب محمد (ص) أعلم من علي (ع)؟
قال : لا والله لا أعلم .
وذكره ابن عبد البر في الإستيعاب : ج2 / 462 والمناوي في فيض القدير : ج3 / 46 في الشرح، والمحب الطبري في الرياض النضرة : ج2 / 194 وقال : أخرجه القلعي ، وفي الصواعق المحرقة : الفصل الثالث في ثناء الصحابة والسلف عليه ـ عليه السلام ـ قال : وأخرج ابن سعد عن سعيد بن المسيب قال : لم يكن أحد من الصحابة يقول سلوني إلا علي ، وقد اشتهر عنه(ع) : سلوني قبل أن تفقدوني .
أقول : فانصفوا (هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ) ؟ " المترجم "
(2) لقد روى هذا الخبر جمع من أعلام العامة منهم : أحمد في المسند : ج1 / 83 ، ط الميمنة بمصر ، والعلامة ابن سعد في الطبقات : ج2 / 337 طبع دار الصارف بمصر ، والعلامة أبو نعيم الحافظ في حلية الأولياء : ج4 ص 381 ط السعادة بمصر ، وقال : رواه أبو معاوية ، وجرير ، وابن نمير، ويحي بن سعيد عن الأعمش . وأخرجه القاضي أبو بكر بن وكيع في أخبار القضاء : ج1 / 84 ط مصر ، والعلامة البيهقي في السنن الكبرى : ج10 / 86 ، ط حيدر آباد الدكن ، والعلامة أبو اليقظان في شرف النبي ، والمحب الطبري في الرياض النضرة : ج2 ص 198 ط محمد أمين الخانجي بمصر ، وفي كتابه الآخر ذخائر العقبى : 83 ط مكتبة القدسي بمصر ، والراغب الإصفهاني في محاضرات الأدباء : ج4 ص 477 ط مكتبة الحياة بيروت ، والعلامة الأمرتسري في أرجح المطالب : ص 39 و 480 ط لاهور وأخرجه في ص 119 وقال : أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجة والبزار وأبو يعلي وابن حبان والحاكم ، باختلاف يسير . وأخرجه الحافظ الطيالسي في مسنده ص 19 ط حيدر آباد الدكن ، والعلامة ابن كثير في البداية والنهاية : ج5 / 107 ط السعادة بمصر ، والعلامة أبو الحسن النباهي المالكي في قضاة الأندلس ص 23 ط دار الكاتب بالقاهرة ، والعلامة عبد الغني الدمشقي في ذخائر المواريث : ج3 / 14 ، والعلامة الشيباني في تيسير الوصول : ج2 / 216 ، وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين ، والعلامة الزرندي في نظم درر السمطين : ص 127 ط مطبعة القضاء والعلامة محمد بن طولون الدمشقي في الشذورات الذهبية : ص 119 ط بيروت ، والعلامة المتقي في منتخب كنز العمال المطبوع بهامش المسند : ج5 / 36 ط الميمنة والعلامة الشيخ عمر بن علي الجندي في طبقات الفقهاء : ص16 ط مصر، والعلامة ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة : ج2 / 236 طبع القاهرة والعلامة البستوي الحنفي في محاضرة الأوائل : ص 62 ط الاستانة ، والعلامة الكنجي في كتاب كفاية الطالب ، خص الباب الخامس عشر بهذا الخبر ورواه بسنده ثم قال : هذا حديث حسن المتن والسند.
أقول : هذا ما توصلت إليه من المصادر المعتبرة والكتب المنتشرة ، وربما توجد مصادر أخرى ولكن فيما ذكرت كفاية لإثبات الحق والواقع . " المترجم "
(3) سورة الرعد ، الآية 8 .
(4) أقول : روى الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل : ج1 / 293 إلى 303 ، ط الأعلمي بيروت، روى من تسع عشرة طريقا ـ أي من رقم ـ 398 إلى 416 ـ بأن المنذر في الآية الكريمة : إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) هو سيد المرسلين محمد (ص) ، والهادي هو علي بن أبي طالب (ع) .
وروى غير من ذكرهم المؤلف الكريم من أعلام العامة جمع منهم : شيخ الإسلام الحمويني في فرائد السمطين في الباب 28 / تحت الرقم 123 والعسقلاني في لسان الميزان : ج2 / 199 ، والسيوطي في الدر المنثور في تفسير ذيل الآية الكريمة وقال : أخرجه ابن مردوية وأبو نعيم في المعرفة ، والديلمي وابن عساكر، وابن النجار، وأخرجه المتقي في كنز العمال : ج6 ص 157 عن الديلمي وعن ابن عباس ، ورواه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد : ج7 / 41 وقال : رواه عبدالله بن أحمد والطبراني في الصغير والأوسط ، ورجال المسند ثقات . ورواه الحاكم النسابوري في المستدرك : ج3 / 129 وقال : هذا حديث صحيح الإسناد .
واعلم أن هناك مصادر أخرى من العامة ، ولكن فيما ذكرنا كفاية لمن أراد الهداية . " المترجم "