ولادة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام
اسمه ونسبه عليه السلام
الإمام علي بن أبي طالب بن عبد المطلّب بن هاشم بن عبد مناف الهاشمي القرشي.
كنيته عليه السلام
أبو الحسن، أبو الحسين، أبو السبطين، أبو الريحانتين، أبو تراب، وغيرها.
ألقابه عليه السلام
أمير المؤمنين، سيّد المسلمين، إمام المتّقين، قائد الغُرِّ المُحَجَّلين، سيّد
الأوصياء، سيّد العرب، المرتضى، يَعْسُوب الدين، حيدر، الأَنزع البَطين، أَسدُ
الله، وغيرها.
تاريخ ولادته (عليه السلام) ومكانها:
الجمعة 13 رجب، قبل البعثة النبوية بعشر سنين، وبعد عام الفيل بثلاثين سنة، بيت
الله الحرام (الكعبة) / مكّة المكرّمة.
أُمُّه عليه السلام
السيّدة فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف.
كيفية ولادته عليه السلام
قال الإمام الصادق (عليه السلام): (كان العباس بن عبد المطّلب ويزيد بن قعنب
جالسين ما بين فريق بني هاشم إلى فريق عبد العزّى بإزاء بيت الله الحرام، إذ أتت
فاطمة بنت أسد بن هاشم أُمّ أمير المؤمنين (عليه السلام)، وكانت حاملة بأمير
المؤمنين (عليه السلام) لتسعة أشهر، وكان يوم التمام.
قال: فوقفت بإزاء البيت الحرام، وقد أخذها الطلق، فرمت بطرفها نحو السماء، وقالت
: أي ربّ، إنّي مؤمنة بك، وبما جاء به من عندك الرسول، وبكلّ نبيّ من أنبيائك،
وبكلّ كتاب أنزلته، وإنّي مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وإنّه بنى بيتك
العتيق، فأسألك بحقّ هذا البيت ومن بناءه، وبهذا المولود الذي في أحشائي الذي
يكلّمني ويؤنسني بحديثه، وأنا موقنة أنّه إحدى آياتك ودلائلك لما يسّرت عليّ
ولادتي.
قال العباس بن عبد المطلّب ويزيد بن قعنب: لمّا تكلّمت فاطمة بنت أسد ودعت بهذا
الدعاء، رأينا البيت قد انفتح من ظهره، ودخلت فاطمة فيه، وغابت عن أبصارنا، ثمّ
عادت الفتحة والتزقت بأذن الله (تعالى)، فرمنا أن نفتح الباب ليصل إليها بعض
نسائنا، فلم ينفتح الباب، فعلمنا أنّ ذلك أمر من أمر الله تعالى، وبقيت فاطمة في
البيت ثلاثة أيّام.
قال: وأهل مكّة يتحدّثون بذلك في أفواه السكك، وتتحدّث المخدّرات في خدورهن.
قال: فلمّا كان بعد ثلاثة أيّام انفتح البيت من الموضع الذي كانت دخلت فيه،
فخرجت فاطمة وعلي (عليه السلام) على يديها، ثمّ قالت: معاشر الناس، إنّ الله عزّ
وجلّ اختارني من خلقه، وفضلّني على المختارات ممّن مضى قبلي، وقد اختار الله آسية
بنت مزاحم فإنّها عبدت الله سرّاً في موضع لا يحبّ أن يعبد الله فيه إلاّ اضطراراً،
ومريم بنت عمران حيث اختارها الله، ويسرّ عليها ولادة عيسى، فهزّت الجذع اليابس من
النخلة في فلاة من الأرض حتّى تساقط عليها رطباً جنياً، وإنّ الله تعالى اختارني
وفضلّني عليهما، وعلى كلّ من مضى قبلي من نساء العالمين، لأنّي ولدت في بيته
العتيق، وبقيت فيه ثلاثة أيّام آكل من ثمار الجنّة وأوراقها، فلمّا أردت أن أخرج
وولدي على يدي هتف بي هاتف وقال: يا فاطمة، سمّيه علياً، فأنا العلي الأعلى، وإنّي
خلقته من قدرتي، وعزّ جلالي، وقسط عدلي، واشتققت اسمه من اسمي، وأدّبته بأدبي،
وفوّضت إليه أمري، ووقفته على غامض علمي، وولد في بيتي، وهو أوّل من يؤذّن فوق
بيتي، ويكسر الأصنام ويرميها على وجهها، ويعظّمني ويمجّدني ويهلّلني، وهو الإمام
بعد حبيبي ونبيي وخيرتي من خلقي محمّد رسولي، ووصيّه، فطوبى لمن أحبّه ونصره،
والويل لمن عصاه وخذله وجحد حقّه) (1).